المرأة والأمثال الشعبية: “اللي عنده معزة يربطها” والمقصود هنا المرأة، بل الطفلة ذات السنوات السبع. وفي التفاصيل، أن شجاراً وقع بين والدة الطفلة ووالد زميلها الذي “قبلّها” في المدرسة. ما أسفر عن تهديد والدتها بإرسال ابنها الأكبر ليضرب زميل ابنتها وذلك على مجموعة “واتس أب” خاصة بأولياء الأمور، ليرّد والد التلميذ “ابني ولد يبوس زي ما هو عايز، واللي عنده معزة يربطها”. هذه احدى القصص التي تناولتها الصحافة في مصر في آذار الفائت. الواقعة عصرية جداً، وسلوك التلميذين كذلك، رغم أنه أقرب للسلوك الفطري، فقط حوار “أولياء الأمور” وطريقتهما في التعاطي مع بعضهما ومع تصرف الأولاد يعيدنا إلى العصر الحجري. الأنثى تشتكي وتهدد وتتوعد ملوحة بعضلات ابنها الذكر، والذكر أبو الصبي…
-
-
هل “المرأة عدو المرأة”؟
هل “المرأة عدو المرأة” ؟ مزامنة مع توجهات عالمية نحو تمكين المرأة على كل المستويات بما فيها السياسية، تعود عبارة “المرأة عدو المرأة” إلى واجهة الاستهلاك اللافت عند الجنسين معاً. بداية، في معظم مجتمعات (ما قبل الدولة المدنية) توكل السلطات مهمة تربية الجيل إلى المرأة الأم مع الجدة ونساء الأسرة القريبات كالخالات والعمات والجارات وصولاً إلى المعلمات. وعلى الرغم مما تتركه كل امرأة من بصمات خاصة بها على محيطها إلا أنها محكومة بمنهج تربية عام يتضمن خليطاً من عادات وتقاليد و”عيب وحرام” ينبغي عليها أن تنقله للأبناء لتنال الرضا الاجتماعي عنها بوصفها زوجة صالحة وأماً فاضلة. وعلى ذلك فالمرأة هنا هي ناقل ووسيط، حارس وشرطي مفوض اجتماعياً ودينياً، عبر الحث…
-
هي أم هو .. مثال آخر عن اختزال قضايا المرأة في هيئة الأمم المتحدة
يتابع ملف “سيدة سوريا” عن نساء يقدن العالم طرح سؤال: هل ستناصر المرأة في منصب الأمين العام قضايا المرأة؟ يشير السؤال إلى جوهر القضية بوضوح، أي أن المهم في أمر وصول امرأة إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، هو مدى مناصرتها لقضايا المرأة واستعدادها لطرحها والدفاع عنها كقضية تخص الأمم جميعاً إلى جانب القضايا الأخرى. رغم كل الضجيج الإعلامي الذي أثير بدافع الإثارة والتسلية في معظمه حول احتمال تولي امرأة منصب الأمين العام، إلا أن قضايا المرأة لم تحظَ بالاهتمام المأمول لها، والأغرب أنها لم تنل اهتماماً خاصاً من قبل المرشحات للمنصب! مفارقات في المناظرة بين المرشحين للمنصب: في تغطية شبكة الجزيرة التي اختارتها الأمم المتحدة لتكون منبراً ينقل المناظرة…
-
دفاعاً عن الانسان السوري
لا لتعدد الزوجات انتشرت في الفترة الأخيرة نكات وتعليقات تتناول قرار سحب الشباب لخدمة الاحتياط في الجيش “النظامي” من قبيل: “جنة الشباب منازلهم”، و”انضب يا رجال بالبيت”، و”ما عنا رجال تكشف وجهها”.. في إشارة إلى اختفاء الشباب المفاجئ وتحاشيهم الظهور أو العبور أمام الحواجز، خشية أن يتم سحبهم إلى الموت قاتلين أو مقتولين! هذه الطرافة المحببة الجديدة تفصح عن تغييرات عميقة قيمية وأخلاقية جرت وتجري في سوريا منذ بداية الثورة 2011 وإن تكن شديدة البطء، والمقصود مبادرة الشابات بملاطفة الشباب، وإعلان مظاهر الحرص عليهم بالكلام والموقف. يقول الرجل: لا تقصفوا، هناك نساء وشيوخ وأطفال، وتقول المرأة: لا تخرج من البيت فأنا أخشى أن أفقدك. في الحالتين، هناك حرص على الآخر،…
-
مناهضة التمييز ضد المرأة يعني مناهضة كل تمييز آخر
تكاد لا تفارقني صورة المرأة الفرنسية التي وقفت في إحدى اللقاءات لتقدّم تعليقاً على حديث تناول الوضع السوري. حقيقة لم أفهم كل ما قالته (رغم وجود المترجمين)، لأنها كادت تختنق بدموعها، تبكي دون انقطاع وتتوسل السوريين أن يغفروا لها. قالت ما معناه (لا أستطيع أن أسامح نفسي، كيف أني وعائلتي ومعارفي نعيش كل هذه السنين حياة طبيعية هادئة، وفي سوريا ناس يتألمون، يعذبون، يسجنون ويموتون! وسألت بحرقة: لماذا يحدث كل ذلك؟ كيف يصمت العالم وحكوماته عما يجري؟ وما الذي نستطيع فعله لمساعدتكم؟). في إحدى الندوات، بلغ الحضور في تعنيف أنفسهم ونقد عجزهم حداً جعل البعض يطالب بقليل من الرأفة والتعامل الهادئ علّه يوصل إلى نتيجة. وكان السؤال المعذّب: ما العمل؟…
-
التمكين السياسي للمرأة، إلى أي سياسة تتطلع النساء؟
ينطوي مفهوم التمكين على وجود طرفين الأول: قوي وقادر ومتيقن من خياراته، والثاني ضعيف وعاجز وغير مدرك للخيارات المتاحة التي من المفترض أنها ستوفر فرصاً أوفر لحياة أكثر سعادة ورفاهاً، على اعتبار الرفاه المادي والمعنوي غاية الوجود البشري. وبناء عليه عمدت هيئات الأمم المتحدة ومؤسساتها إلى تعميم فكرة واجراءات التمكين السياسي للمرأة في كافة أنحاء العالم منذ أكثر من ثلاثة عقود، وصولاً لاعتباره أحد أهم الأهداف الانمائية للألفية الجديدة. لكن التقارير الأممية مخيبة للآمال رغم كل الجهود والموارد المرصودة لتحقيق الهدف، حيث لاحظ آخر تقرير ” أنه ما من منطقة في العالم تسير على المسار الصحيح لبلوغ الهدف المتمثل بأن تشغل النساء 30% من مواقع صنع القرارات”. علماً أن المرأة…
-
هل تستطيع المرأة مواجهة التطرف الديني والمسلّح؟
يلومني صديق على اهتمامي بالموضوعات النسوية ممازحاً: “لن يفاجئني أنك ستكتبين عن دور النساء في حماية عصافير الدوري من الانقراض!”. حسناً، لا أستطيع أن أتذكر أني قابلت أو قرأت كائناً من كان، كاتباً أو عاملاً، كبيراً أم شاباً… إلا وتحدّث عن شيء ما زال يؤثر فيه من أقوال أو أفعال أمه أو جدته، والمثير في الموضوع أننا كلنا عندما نتأثر بأمهاتنا، لا يحدث ذلك نتيجة صوابية الأفكار ولا بسبب التجربة والحس السليم فحسب، وإنما بفعل ما يمكن تسميته الوجدان، أي الأحاسيس والانفعالات والقناعات الأولية (البكر) التي تولّدت لدينا ونشأنا عليها وساهمت في تكوين ميولنا النفسية وانحيازاتنا الفكرية تجاه مفاهيم الخير والشر والحب والكره والألم واللذة… ما يؤشر على الدور الحيوي…
-
ليس بالقرارات وحدها يصنع السلام
تشكل القرارات السبعة التي اعتمدها مجلس الأمن بشأن المرأة والسلام والأمن، والصادرة بين عامي (2000 ــ 2013)، حزمة نوعية من المفترض لمثيلاتها أن تكون على درجة عالية من الفعالية، خاصة أنها صادرة عن أعلى هيئة عالمية (مجلس الأمن)، فيما لو ترافقت مع إرادة دولية ملموسة لإعلاء شأن المرأة والسلام والأمن. بدأت الألفية الجديدة مبشرة بتطورات إيجابية مع صدور القرار (1325)، الذي أقرّ، لأول مرة في التاريخ، بأن النزاعات المسلحة تؤثر في النساء والفتيات تأثيراً مختلفاً عنه في الرجال والأولاد، ما يستدعي تغيير النهج الدولي تجاه عمليات حلّ النزاعات ومنع نشوبها، عن طريق إشراك المرأة في كل من المنع والحل، في مختلف جوانبهما ومراحلهما. وقد استكملت القرارات اللاحقة الكثير من النواقص…
-
السوريات والحاجة إلى مزيد من التعبير والتنظيم
لم تزل النساء (مع الأطفال وكبار السن) هن الضحية الأولى لكل أنواع الحروب والأزمات. هذه البديهية لم تتغير، الذي تغير هو الاعتراف بها عالمياً، حتى أنه مؤخراً قامت احدى الحكومات المحلية غرب اسبانيا بسّن قانون يقضي بصرف (300) يورو شهرياً لكل امرأة شهدت الحرب الاسبانية أو ولدت خلالها (1936 ــ 1939) والذي ستستفيد بموجبه (35) ألف امرأة، تقديراً من الحكومة المحلية لما عانته وواجهته أؤلئك النساء من مصاعب ومشاق وهضم للحقوق طيلة أعمارهن. فالثابت أن الضحايا الأحياء يعانون ويتعذبون أكثر بمرات ممَن قضوا. لعل الجزء المظلم من الخبر السابق هو الجدير بالاهتمام: أي مدى تعقد مسارات معالجة تبعات الحروب، وبطئها وترددها ومحدوديتها ووطأة العمل المترتب على الضحايا وذويهم وأنصارهم لإنصافهم…
-
المرأة السورية: مخاضات عسيرة وآمال ممكنة
في سوريا وبعد أربع سنوات من الصراع الدامي المرير، يبدو ظاهراً للعيان تفتت المجتمع وتقوض معظم بنيانه اثر انفلات العقد الاجتماعي السابق القائم على القهر والهيمنة، دون ظهور أثر لعقد جديد بين المواطنين رجالاً ونساءاً. ما يعني أن الحرب والفوضى والخراب والدمار وتبعاتهم تقع على كاهل المجتمع بكل شرائحه وأطيافه، وتدفع كلفها الباهظة الأطراف الأكثر ضعفاً وهامشية: المرأة والطفل وكبار السن تعاني المرأة السورية اليوم من النزوح والتشرد وفقدان المأوى وواجب حماية الأولاد ورعايتهم بعد غياب الزوج في القتال أو موته أو اصابته أو اعتقاله أو خطفه أو معاناته من البطالة، وهاجسها ضمان حق الحياة لنفسها ولأولادها وتعليمهم وتأمين غذائهم وصحتهم وحمايتهم من الاعتداءات المادية والمعنوية في ظل انفلات أمني…