ع البال

اغتراب

 يوميات “غربتي” في اللاذقية

ساهية متغافلة عن نفسها وعما حولها، تبدو المدينة وناسها

هي لم تتذوق عذوبة مياه دمشق وخبزها اللذيذ الرخيص، هي لم تقترب من أطياف ألم شقيقاتها، هي لم تقصد البحر. فقط جاورته وحاصرته بصمتها الشجي

لا غريب هنا لتروي له حكايتك

ولا مجيب.

غربة وحواجز

أنو معقول طبيبة الأسنان وهي مستبيحة فمي ومتحكمة بوسائل الاتصال معه من معادن وأدوات وروائح مواد وعلكة عم تطقطق فيها .. وأول سؤال تسألني ياه: أنتي من وين؟

شكراً للحواجز الرحيمة

يبدو صار الواحد بدو كل مرة يلاقي مكان ولادة يرضي “الذي نفسي بين يديه”

تهويمات الوداع

دون كيشوت يترك كل شيء مع صديقه الفلاح، ليمضي إلى الحرية!..

 تلك هي الدون كيشوتية الحقة

يذكر أن دون كيشوت عاش الشوق الكبير

وأن الدونكيشوتات هم واقعيو المستقبل

أشتهي السفر إلى الزمن البعيد..في كل مكان

ومع كل متروك، سأترك للدموع أن تنهمر على قلبي وهو ينازع الاقتلاع.. وحيداً

يوميات جديدة في غربة قديمة وتستمر

نعم.. ولكن..ولكن بحق الغروب وكسرات القلوب أخبروني: كيف لي أن أسميها سماء وهي دون نجوم؟!.. ما الذي سأقوله للطفلة التي وعدتها أن نلاعب النجمات ريثما تعود أمها؟.. ومن سيُطمئن حبيبي أنه سأحبه حتى “نجوم الليل نجمة ونجمة توقع”! وهل يعقل أن أنشغل عن سحر المدينة وهمومها وأسرارها بتقصي أخبار ” التأليل” عند سكانها؟! حيث في بلادنا البعيدة، البعيدة هناك، أقصد هناك في قلبي الذي يتنازعه مجهولان: هناك وهنا، المهم في بلادي يعتقدون أن “الحمقى والعشاق والعبثيين والمراهقيين وما لا أدري مَن مِن المغضوب عليهم” أنهم يصابون بالثأليل لأنهم يطيلون النظر إلى السماء ويعدّون نجومها.. عفواً النجوم! كم تتساقط الأوهام سريعاً.. يا للخديعة! طالما كنا نعتقد أنهم نجومها للسماء.. لا يا مسيو ولا يا مدام ويا مدموزيل.. هنا في باريس السماء تأتي لوحدها. لا أدري أين تخلع نجومها؟ أين ترميها أو تهرب منها وتأتي لوحدها مجللة بصوفها الأبيض الوثير  هذه السماء القريبة الملتحفة دائمة البكاء كالعجائز! واللاذعة (بشمسها) أيضاً كالعجائز! لماذا تركت هذه السماء دون نجوم يا الله؟! لم يكن ينقصني غير الشوق إلى النجوم؟! يا لثراء روحي بالفقدانات

وحيدة ومرتبكة أغالب خيباتي وأتوسل اكتمالي.. متلك أنا يا قمر باريس

ــ بالمناسبة القمر بالفرنسي مؤنث

وبمناسبة الهلويين و”الاندماج وحوار الحضارات”

لا تعوزني مساحيق التبشيع لأضلل الأرواح الشريرة عني

لم يخطئني الموت لكنه تخطاني وأنا الهاربة بقلب أشعث وذاكرة نازفة وحطام أحلام

الأرواح الشريرة لم تعفُ عني، بل عافتني ومضت تطارد روحي هناك، حيث بيتي ووردي وصحبي وضحكاتي، هناك في تربتي تحوّم حول ضفيرتي التي دفنتها قبل الأوان.. وحول ما خلفه الوجد على دفاتري وكتبي والحيطان.. تسعى خلف أشواقي مخلّفة أشواكي

ــ الهلويين الجميل في باريس.. ليس لنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *