ع البال

في سورية

يوم 16/ 11السوري

ومع أنه أعاد لنا أحبة من بطن الغول. لكني أشهد

يتلّوى القلب مثل أصابع قدم محترقة نزقة.. لا راحة لها بالاجتماع ولا نجاة بالفرقة

وكأن الروح ورقة خريف أخيرة على شجرة، شاخت وجفّ نسغها وجرّحها الغياب، آثرت أن تشنق نفسها على أمل تلويجة للعائدين.

هكذا هي قلوب أمهات كثيرات في مثل هذا اليوم من كل عام. ينتظرن أولادهن أن يكونوا من الناجين في عبورهم المرتجى على الصراط الذي لا يستقيم.

في سورية، هذا اليوم أليم.. كليم

ورغم ذلك لا يريد المعذبون السوريون لهذا اليوم أن ينتهي.. وحده يحمل لهم الرجاء بالخلاص اليتيم

قلبي معكم كل المعتقلين والمعتقلات، ومع أحبتكم أينما كنتم وكانوا

ليس لي إلا أن أساهركم  حتى مطلع الفجر.. مطلعكم

ــ يوم 16/11 هو ذكرى ما يسمى “الحركة التصحيحية” واستلام حافظ الأسد السلطة، وكانت العادة أن يتم الافراج عن بعض معتقلي الرأي والضمير في هذه المناسبة.

طفولة

كلنا أطفال هذا الزمن. مازلنا لا نعرف لمَ يعذبنا الأشرار، مازلنا لا نصدق كم يتلذذون بلحمنا الطري!

ننتظر نهاية الحكاية لنجمع بقايا عظامنا، ونبكي دمنا المهدور .. ثم نمتثل إلى النوم مرتعدين

لا يلام الناس على ما يفعلون في الحروب والمحن.. لا يلامون

رفقاً ببعضنا، كلنا “أطفال” هذا الزمن، والحكاية طويلة ومريرة.

حافي القدمين

ليتهم ـ يا ولدي ـ يعتبرون قدميك عورة!.. لعلهم يفرضون عليهما نقاب أو حتى بعض حجاب

الطفل العاري القدمين على مرأى منا جميعاً ينقّل قدميه بتوجع واستحياء .. أصبحنا “متحضرين” يا ولدي.. لم نعد نأبه لمن يعيش معنا في الغابة نفسها.

فَقْد

أردت أن أقفز بها فوق بئر اليأس الهستيري.. أردت أن أجد صوتي لأقول لنا ” ما هي جروح يا صويحب.. نقش خنجر”.. سمعت اصكاك أسنان روحي وهي تفّر مذعورة في قفار الخواء الإنساني.. تشقق فمي وتداعت حجارة كلماته محطمة عنق قلبي

تلك المرأة التي خرجت للتو من جنازة شهيد.. رمتني بسيل من الهذيان المسعور وهي تعتصر ألماً ورعباً فتضيع حد التلاشي كمزق ثياب عالقة في غسالة أتوماتيكية

السلام؟ .. الحقد؟.. الغضب؟.. الرحمة ؟.. لا شيء سوى القهر الواجم .. لا عزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *