العفوية التي انطلقت بها الثورة السورية، وتأثرها بالثورات المشتعلة آنذاك انعكسا بشكل واضح على طبيعة شعاراتها، وإذ تشابهت الشعارات وتقاطعت مرات ومرات مع نظيراتها في ساحات تونس، مصر، ليبيا،البحرين، سورية، اليمن، إلاّ أنّ شعار «أنا إنسان ماني حيوان وهالعالم كلها متلي» الذي جاء كردّة فعل من الرجل السوري «محمد أحمد عبد الوهاب» وهو يتعرّض لتعذيب فظيع ومهين عبر دعسه بالأقدام وإذلاله بإجباره على تقبيل أحذية جلاديه من الشبيحة وإكراهه على ترديد كلام يمجّد «الرئيس» ويحقّر النفس والحرية والثورة. كان هذا الإعلان/ الهتاف الذي تردّد في أكثر من مناسبة وكُتب على جدران ولافتات، يفصح عن خصوصية الوضع السوري وفرادته التي اكتُشفت خلال الثورة وكشفت عبر مجرياتها الكثير عن المحيط والعالم. نصيب الثورة…