“إنصاف لابن عمّها جمال”، جملة ولدت مع إنصاف، ورافقتها مثل إعاقة أليمة أليفة لا سبيل للفكاك منها. كان جمال راضياً عما امتلكه وهو صغير، لكنه أيضاً كان زاهداً بمُلك لم يسعَ له ولم يطلبه أصلاً. فما إن اشتدّ عوده حتى لملم ما استطاع من أموال الناس المكتتبين على شقق سكنية في جمعيته الوهمية، “التضامن”، وفرّ هارباً، مشهراً إفلاس شركته، مخلفاً وراءه فواجع وجراح طالت نحو مئة أسرة تجرأت على الحلم المشاغب بالسكن في شقة مستقلة عن بيت أهل الزوج. “أخرِجوا ما تحت البلاطة”، كلمة السرّ التي التقطتها إنصاف وفتحت بها أبواب بيت المال أمام جمعية ابن عمها المزعومة. بضع كلمات آمرة واثقة تعرف “البئر وغطاه”، حيث لم يعتد ناس ثمانينات…