برغم أنه فجعنا بمصارحتنا أن قمر العشاق ليس إلا مكاناً معتماً وبارداً، مليئاً بالحفر والتضاريس، إلا أننا كنا نزداد تعلقاً به وبدروسه. مدّرس العلوم الطبيعية اليساري الذي كان يجرؤ أن يتحدث عن الجسد بعد صراع دموي بات يُشار إليه بعبارة محايدة: “أحداث الثمانينيات” في سوريا، ليخبرنا أنه ينبغي معرفة خارطة الجسد قبل خارطة البلد! وهل يتحرّق المراهق إلى معرفة شيء أهم من الجسد وتحولاته؟ هيهات أن ترتوي مما تشتهي معرفته. كان علينا أن نقطع طريقاً متعرجة شائكة، نمرّ فيها على كل مخلوقات الأرض من وحيد الخلية إلى الديناصور، أن نعبر المجاري التنفسية للسمك ونحفظ عن غيب أجزاء جهاز اطراح الصرصور وطرق تكاثر النباتات، ونستبطن كل طبقات الأرض، لننتهي إلى معرفة…