يلومني صديق على اهتمامي بالموضوعات النسوية ممازحاً: “لن يفاجئني أنك ستكتبين عن دور النساء في حماية عصافير الدوري من الانقراض!”. حسناً، لا أستطيع أن أتذكر أني قابلت أو قرأت كائناً من كان، كاتباً أو عاملاً، كبيراً أم شاباً… إلا وتحدّث عن شيء ما زال يؤثر فيه من أقوال أو أفعال أمه أو جدته، والمثير في الموضوع أننا كلنا عندما نتأثر بأمهاتنا، لا يحدث ذلك نتيجة صوابية الأفكار ولا بسبب التجربة والحس السليم فحسب، وإنما بفعل ما يمكن تسميته الوجدان، أي الأحاسيس والانفعالات والقناعات الأولية (البكر) التي تولّدت لدينا ونشأنا عليها وساهمت في تكوين ميولنا النفسية وانحيازاتنا الفكرية تجاه مفاهيم الخير والشر والحب والكره والألم واللذة… ما يؤشر على الدور الحيوي…