اكتشاف تركيا للعرب حديث، جغرافيا وتاريخا وديناً، بل صار العرب يكشفون أنفسهم أمامها، مستدعين ذاكرتهم الرّاغبة في العودة إلى أحضان “الإمبراطورية”. (إذا استثنينا الجهد الجادّ للمثّقفين، وبعض التوجّس لدى القوميين العرب). وإذا كان العرب ينظرون إلى تركيا/أردوغان بعيون إسلامية يستخفّها الطرب بمواقفه البطولية، فتحسبها تقرّباً وانحيازاً وطلباً للودّ بعد طول انقطاع، فإنّ تركيا/أردوغان المأخوذة بسطوة حضورها العربيّ مادياً ومعنوياً، لا تنفكّ تلهب مشاعر العرب وربما دهشتهم، في أداء واجبها بالعمل على تنفيذ برنامج حزب “التنمية والعدالة” الذي أوصله إلى السلطة مرّتين دون إعراب عن أيّة أهداف أو نوايا بإقامة دولة إسلامية داخل تركيا، ناهيك عن خارجها. ولئن كان الإسلام هكذا على إطلاقه هو الذي يلمّ شمل العرب وتركيا، فهو يجمع…