مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) رحلت الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي، وكسائر الكتاب تركت لنا ارثاً يجعلها حاضرة معنا، نستطيع قراءتها ومناقشتها والاهتمام بمنتجها المعرفي، بدل استسهال “كليشيهات” الرثاء التي بصورة ما تعّجل في طي سيرة حياة الراحل/ة وتدفعها إلى أدراج النسيان، عبر رفعها إلى مرتبة المقدّس أو الأيقونة. هذه العجالة، محاولة للتمسك بحياة الكاتبة، عبر استحضار أفكارها ومشاعرها، كلماتها وتناقضاتها، نجاحاتها واخفاقاتها كما عاشتها وعبّرت عنها في واحد فقط من كتبها: شهرزاد ترحل إلى الغرب (العابرة مكسورة الجناح). يصعب تصنيف الكتاب، فهو ينتمي إلى مجال علم الاجتماع، سواء في موضوعه أو بعض معطياته الاحصائية والتاريخية. لكنه يفتقر إلى منهج البحث، حيث يأخذ الظواهر كمعطى منعزل عما حولها، يعمم حالات فردية…
-
-
“ماذا وراء هذه الجدران”سجينة سورية تحكّ أوراق السجين
يبدو العنوان “البارد”، للرواية الصادرة لدى “دار الآداب”، “ماذا وراء هذه الجدران”، لراتب شعبو، أشبه بمصيدة مهملة “آمنة” تستدرج القارئ إلى الفخ، ليبدأ رحلة التورط في اشتباك متواصل مع قيود الذات والمحيط والوجود. سيرة سجين سوري شاب في بداية العشرينات تقوده خطاه إلى الجحيم. لا يشرح الكاتب كثيراً عن تنظيمه السياسي وربما يحسب ذلك للنص، حيث تتضاءل كمية الايديولوجيا والتبشير وتبرير الذات، لصالح المشترك الإنساني المتمثل في مسيرة شقاء الفرد وعذاباته وتشظيه في ظل الأنظمة الاستبدادية. عبر مسار من السرد الحكائي المتسلسل، يمضي بك في أنفاق الظلم والظلام، لتجد نفسك مجبراً على تجييش حواسك كلها، كي تستطيع عبور النفق، النص، الذي لا يضمن لك الخروج منه من دون إصابات مباشرة…
-
كتاب اللغز الأنثوي
قراءة سورية لكتاب “اللغز الأنثوي” في سيرة بحثية علمية نظرية وعملية مبنية على القراءات النقدية والبيانات والاستبيانات والملاحظات والإحصاءات، متداخلة مع السيرة الشخصية، تشيد فريدان بناء مكوناً من أربعة عشر فصلاً، استغرق العمل فيه خمس سنوات، لتكشف عن ماهية اللغز الأنثوي المتمثل بالصورة النمطية التي أنتجها المجتمع الأمريكي في الخمسينيات للمرأة/الأم وربة المنزل السعيدة، المرأة الجميلة بفضل تطور صناعات التجميل وذات الشباب الدائم! وأمّ الأولاد الذين تحرص على تقبيلهم والحفاظ عليهم بقربها، والزوجة دائمة الابتسام لزوجها المنهك بتأمين البيت الفسيح والسيارة والأقساط ومستلزمات بقاء الأسرة وربّتها في نعيم العطور والأناقة والبهجة. هذه الصورة/اللغز لم تكن كافية لتجلب الرضى الذاتي للمرأة ولا لزوجها أو لأطفالها، ولا للمجتمع بالطبع، إذ تجد الكاتبة…