كَمَن يكابد شهوة ممضّة، وبصوت ضجِرٍ آمر، باغتني طارق: بدّي (أريد) حكاية ! طارق الذي لا يعلم شيئاً عن تعليمات مركز إيواء النازحين في ريف دمشق، التي تمنع المتطوعين من الاقتراب من تفاصيل وخصوصيات الأطفال، عاجلني بأمر آخر: بدي حكاية ما فيها حرب ! في المركز الذي لا أدري من أية مرجعية يستقي تعليماته، أوعزوا لنا أن نشاغل الأطفال عن همومهم بالنشاطات واللعب النهاري، سكتوا عن الليل وشجونه، ولم يفطنوا إلى احتمال طفل يطلب حكاية في عزّ الظهر ساهياً عن صخبنا البهلواني ونحن نحاول استيلاد فرح وسكينة من رعب ودماء! ليد طارق قضية لا تخطئ هدفها (كم من الأطفال أصبحوا من دون أطراف!) فهي تعلقت بثياب نازحة من الحجر الأسود…
-
-
أجيال من كرديات لا تعرفهن الكاميرات
كاملة التي كبرت بين جحيمين: الذاكرة والحياة.. «وقرعان (قرآن) صدر سيدي».. لا يملك المرء أمام هذا الحلفان إلا الغفران! حتى لو كادت طفلته تكون ضحية اعتقادات مربيتها كاملة. ببساطة كانت كاملة تعتقد أن المسيحيات فقط يمكن أن يولدن شقراوات بعيون خضراء، ولذلك ارتابت من وجود طفلة ملونة في منزل الشيخ العربي المسلم، فما كان منها إلا أن نزعت الدبوس عن فتحة ثوبها وهمّت بنقش الصليب على صدر الطفلة بغية استعادة حقها «المنتهك» في حمل هويتها، وفق تهيؤات مخيلة كاملة المثخنة بقصص ومرويات ضحايا المجازر التركية وما خلفته من نازحين ومهجرين ومفقودين وعائلات مكلومة بتغيير أسماء أولادها أو كنياتها تجنباً للانتقام، وأطفال تركوا في الطرقات وقد شارفوا على الموت. كل القصة…