صداقات
أن ترفرف الحكايات والأخبار محمومة شجية كطيور المساء، أن تترقرق الكلمات لتذوب في ابتسامات وايماءات تفضي إلى ممرات سكّر الأوقات المعتق، أن تبوح بضيقك وعجزك وخيباتك وشقاواتك وكأنك تتابع ثرثرات يومية لم تنقطع، وأن تنفلت المفردات القديمة من عتمة الغياب وتكرج برشاقة الشوق العارف طريقه إلى الإلفة والرضا.
أن تتحول العشرين سنة الأخيرة الثقيلة من عمرك إلى أرجوحة أثيرة تتواطؤ مع شغف العودة إلى الزمن المفقود.. وأن تطرب روحك وأنت تسمع آخرين يمنحون هواجسك لساناً وترى أيديهم لا تضل طريقها إلى وجعك وقلوبهم تنبض بفرحك.
أن تتدفق روحك مرحاً وضحكات وتختلج دمعاً وحناناً ولهاث أسئلة ويغمرك سلام الامتلاء.. و و و… هي بعض عذوبات لقاءات أصدقاء لا شيء يشي بفراقهم أكثر من عشرين عام سوى تلك الإشارات الودودة على غلاف الروح والجسد.
أومن بالزراعة.. وزراعة الصداقة مثلاً.. صباحكم أخضر
إلى فاتنتي ديانا، ابنتي
يااااااااااه .. يا لحبنا ! كم تعلمناه وكم خبرناه وكم نصوغه ياقوتة رضا تبسم في جوف القلب، فتنفتح السماوات ويتناسل المدى ما يشبع الروح من شغف الغبطة. حبنا نبع ” رواقي ” الصافي: حيث لا وجع، طمأنينة في ولع.
يا الله قديشك ع مزاجي .. حلوتي
إلى ميلادي السنوي “مكرّر”
والطين والشجون، وبلدي الحزين، وهذا المدى الضنين !
“سأتابع مجرى هذا النشيد ولو أن وردي أقل”
أحلم أن أكون ربّة هذا المنزل
وأنا أيضاً أريد أن أكون ” ربّة منزل “.. إذ أشتهي خلق الحياة في منزل يكبر ويتسع ليحضن العالم وموجوداته
وأنا أيضاً أحتاج إلى الرجل شريكاً ” ربّاً للمنزل “، الذي يكاد يتداعى من طول وقوف على ساق واحدة
مستنداً على قامتين من حرية وفرح، وبأيد متشابكة كفوءة جسورة. هناك حيث سيكون العالم مكاناً ملائماً لخصوبة الحب بديلاً عن عقم الحرب.
ليس حلماً ولا أوهام، مجرد تذكير واستلهام لروح نسيبتنا بالإنسانية: لوسي ستون، المرأة التي حرمتها التقاليد الدينية من الكلام في حضرة الرجال، فمضت إلى الغابات تتمرن على القاء الخطب لتصبح أشهر الداعيات لإلغاء التمييز ضد السود والنساء، المرأة التي أيقظت انسانية رجل آمن بالحرية للجنس البشري بأكمله: هنري بلاكويل، فأحبها وتزوجا.. وبقي مخلصاً لقضايا المرأة بعد وفاة لوسي ستون
من وحي كتاب “اللغز الأنثوي” للحرة: بيتي فريدان
إلى أهلي الكرد.. سلاماً
قال لي: “لا أجرؤ أن أحلم بك كلك، وهل يحلم الجائع برغيف؟ أنا الكردي وأنت القمر.. تكفيني منك “شقفة” ولتكن يدك تحضن وجهي لأنام.
كان ذلك في زمن “مراهقته” وزمن “انصرافي إلى القضايا الكبرى بعيداً عن أصحابها”
لا أعرف أينك اليوم أيها الكردي الجميل؟!
يا من منحت يدي هوية و”قضية”. فقط وددت أن تعرف: كم تحلم يدي هذه الأيام، أن تحضن وجهك الذي يطالعني في كل الوجوه العذبة والمعذبة.